الصفحة الرئيسية >بدون طيار >مؤرخ إسرائيلي: لا يمكن منع إيران من الحصول على سلاح نووي
Jan 24بواسطة الذكية منظمة العفو الدولية.

مؤرخ إسرائيلي: لا يمكن منع إيران من الحصول على سلاح نووي

هاجم مؤرخ إسرائيلي، رئيس جهاز"الموساد" الإسرائيلي، بسبب تصريحاته عن المشروع النووي الإيراني، التي تعهدفيها بمنع إيران من امتلاك القنبلة النووية، ما يجعله "وصفة لكارثة" قد تحلعلى "إسرائيل" عبر خلق مبرر لإيران، من أجل الانسحاب من ميثاق عدم انتشارالسلاح النووي.

وقال المؤرخ العسكري أفنير كوهين،في مقال بصحيفة "هآرتس" العبرية: "محرج جدا في جهله، التصريح العلنيوالأجوف لرئيس الموساد، دافيد برنياع، الذي قال فيه: "الموساد يتعهد بأنه لن يكونفي أي يوم لإيران سلاح نووي"".

وأكد أن "هذا تصريح عديمالمصداقية، وصبياني وشوفيني وضيق الأفق في صياغته وفي توقيته، كل من يسمع مثل هذا التصريحولديه خبرة قليلة في شؤون الذرة وإيران، يعرف أنه لا أهمية له"، مضيفا:"الجاهل فقط يمكنه أن يصدق بأن قوة خارجية، سواء وكالة استخبارات (الموساد أوالـ سي.آي.ايه) أو الجيش، يمكنها منع السلاح النووي عن دولة يعيش فيها 85 مليون شخص،وتوجد لها بنية تحتية نووية وصناعية".

خطوة صغيرة

وقال: "نعم، عن طريق التحايليمكن التسبب بضرر وتأجيل النهاية، وفي أفضل الحالات كسب سنة أو أكثر بقليل، ولكن يجبالفهم بأن أي قوة خارجية لا يمكنها منع إيران المصممة من الحصول على السلاح النووي،سوى باحتلال عسكري جغرافي شامل وإسقاط النظام، ولكن إعاقة وتأجيل، حتى بعد نشاطات عسكريةواسعة، لا يمكنها منع ذلك في نهاية المطاف".

ورأى كوهين أنه "عبر نظامإشراف قسري، وبعد هزيمة في حرب حقيقية، يمكن الالتزام بأنه لن يكون لهذه الدولة سلاحنووي، وهذا التعهد لن يكون صالحا إلى الأبد"، مضيفا: "لو أن إيران حقا مصممةعلى اجتياز العتبة النووية وتفجير قنبلة نووية، لكانت فعلت ذلك قبل فترة طويلة".

ولفت إلى أن "تحليلا تاريخيا،يظهر أن طهران سعت جدا إلى الاقتراب من القدرة النووية، لكنها لم تفعل ذلك بشكل حازموبأي ثمن، إيران مصممة على الوصول للقدرة النووية، لكن في نفس الوقت يوجد لها عنصرموازن يتمثل بالحذر والاعتدال، من أجل أن لا تتدهور الأوضاع إلى مواجهة مع الدول العظمى،وهي تفحص طوال الوقت معارضة العالم لطموحاتها النووية، وفي كل مرة تبحث عن فرصة للتقدمخطوة أخرى صغيرة إلى الأمام".

اقرأ أيضا: مسؤولون إسرائيليون: الغطرسة والغرور إزاء إيران نتاجهما الفشل

مؤرخ إسرائيلي: لا يمكن منع إيران من الحصول على سلاح نووي

وأضاف: "إيران بعد2003، وهي السنة التي فيها تخلت عن المشروع الغريب جدا لحرس الثورة، وهو إنتاج ستةرؤوس متفجرة من الجيل الأول النووي، كانت حذرة جدا في تسريع طريقها نحو القنبلة، وضمنذلك في العامين الأخيرين، أي حتى بعد انسحاب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب منالاتفاق النووي".

وذكر المؤرخ، أنه "علىالرغم من أنه لا يوجد شك فيما يتعلق بطموحات إيران في الاقتراب من القنبلة بقدر الإمكان،إلا أنه من غير المعروف ما هي النقطة الأبعد التي تطمح إيران للوصول إليها في وضعهاالحالي، ومن المرجح، أن القيادة الإيرانية نفسها لا يوجد لديها اتفاق حول هذه المسألة".

ورجح أنه "في هذه الأثناء،لا توجد لإيران أي نية لاجتياز الحافة النووية؛ أي تنفيذ تجربة واستعراض قدرات، ويبدوأنها تطمح إلى الاقتراب من الحافة النووية، لكن مع التعتيم على درجة اقترابها من الحافة،خاصة في كل ما يتعلق بالأمور التي تتجاوز إنتاج المواد المتفجرة بمستوى السلاح النووي".

سهم مرتد

وحسب كوهين، "يبدو أن إيرانلو استطاعت كانت تريد أن تشبه إسرائيل في أواخر الستينيات؛ أي أن تكون دولة غير خاضعةلأي اتفاق نووي، وأن لا تقول ماذا وكم يوجد لديها بالضبط، ولكن العالم اعتاد بالتدريجعلى أن يرى فيها دولة حافة نووية، والأهم من ذلك، أن العالم يفهم أنه لا جدوى من محاربتهابسبب اقترابها من الحافة النووية، وفي هذه الحالة، إيران من المحتمل أن تخرج بإعلانلا يختلف جوهريا عن صيغة الغموض الإسرائيلية، من قبيل: "إيران لن تكون الدولةالأولى التي تدخل السلاح النووي لمنطقة الشرق الأوسط"".

ونبه كوهين، أن "إيرانالآن ليست في الوضع الذي يمكنها أن تشبه إسرائيل في أواخر الستينيات، وطالما وقعت علىميثاق عدم انتشار السلاح النووي، فهي تعرف أنه لا يمكنها فعل ذلك، وفي وضعها الآن تصعبرؤية كيف ستتوصل إيران لتفاهمات مع دول العالم، بحيث تعترف هذه الدولة بأنها دولةحافة نووية، وبالطبع، قرب إيران من الحافة سيكون مرتبطا بمصداقية الاتفاق الجديد الذيسيتم التوصل إليه معها، إن تم ذلك".

في المقابل، "إذا تمت مهاجمةالمنشآت النووية في إيران، وخاصة إذا كان ذلك من قبل إسرائيل وحدها، فمن المحتمل أنيكون هناك سيناريو، أن تقرر إيران تطبيق المادة 10 في الميثاق التي تسمح بالانسحابمن الميثاق خلال ثلاثة أشهر، وفي حال كان أمنها القومي مهددا بصورة مرتبطة جوهريا بمجالالميثاق".

اقرأ أيضا: انتقاد إسرائيلي لتهديدات بايدن "الهزيلة" لإيران.. "لا أثر لها"

بكلمات أخرى، "تعهد رئيسالموساد ليس تصريحا غبيا وصبيانيا ومتفاخرا فقط، بل هو أيضا خطير أيضا، وربما سينقلب إلىسهم مرتد"، بحسب المؤرخ الذي تابع: "تعهد رئيس الموساد مدعوم بتعهد إسرائيليمتشدد وأحادي الجانب ولا يتمتع بأي شرعية دولية، يمكن أن يكون وصفة لكارثة يجب علىإسرائيل أن تخاف منها جدا، بخلق المبرر والشرعية التي ستمكن إيران من الانسحاب من الميثاقوالتحول لدولة حافة نووية حقيقية، على بعد مسافة أيام أو بضعة أسابيع عن القنبلة".

وقال: "الآن، بعد مرورثلاث سنوات على انسحاب ترامب من الاتفاق، يوجد في إسرائيل إجماع أمني شبه كامل، بأنهذه الخطوة المتسرعة كانت خطأ استراتيجيا مهددا".

وبين كوهين، أن "تعهد رئيسالموساد، يمكن أن يتحول لخطأ مشابه، وهو تعهد جاهل وعديم الموثوقية وغبي، وليس هذافقط، بل نتائجه يمكن أن تكون معاكسة لأهدافنا".