الصفحة الرئيسية >بدون طيار >نتنياهو والشرطة والنيابة العامة.. في “محكمة بيغاسوس” كلمات مفتاحية
Jul 31بواسطة الذكية منظمة العفو الدولية.

نتنياهو والشرطة والنيابة العامة.. في “محكمة بيغاسوس” كلمات مفتاحية

من الذي يدمر سلطة القانون في إسرائيل؟ بعد سنوات سمعنا فيها جوقة تصرخ حول وجود عدو واحد لمنظومة القضاء، شيطان الشياطين، ملك التخريب، واسمه بنيامين نتنياهو، فجأة تبين أن العدو الحقيقي جاء من داخل المنظومة. الشرطة استخدمت برنامج “بيغاسوس” لملاحقة واحد (على الأقل) من شهود الدولة ضد نتنياهو.

لم يتبين حجم العفن بعد، ودرجة تورط النيابة العامة وحجم الملاحقات الخبيثة وأكاذيب الشرطة وضباطها والوزير المسؤول عنها منذ الكشف عن القضية، هي مواضيع خطيرة. وثمة استنتاج واحد أصبح واضحاً؛ وهو أن الشرطة، وربما النيابة العامة، قررت تجريم نتنياهو بكل السبل وبكل ثمن. يتبين رويداً رويداً أن ادعاءاته والمعجبين به كانت صحيحة، على الأقل في شيء ما. ربما لم يكن الأمر بدرجة حياكة ملفات، لأنه أمر -حسب قولهم- قد يتبين في المحاكمة، وأن عزل رئيس حكومة من قبل الجهاز القضائي محاولة جامحة لتجريمه. هناك شخص أراد رؤية نتنياهو وهو يقدم للعدالة. أراد ذلك بدرجة كبيرة جداً.

من سخرية القدر أن الشخص الذي سوق لبيع شركة NSO لأنظمة ظلامية مقابل مكاسب سياسية لإسرائيل سقط هو نفسه ضحية لهذه القذارة. الشيطان وقف ضد خالقه بطريقة ساخرة. ولكنه لا ينقص من خطورة استخدام هذه الأداة السامة ضده. كان من الأفضل لو لم يولد “بيغاسوس”، على الأقل في دولة إسرائيل، وما زال هناك فرق بين الدول التي تستخدمه ضد أعداء في الخارج وبين استخدامه لتجريم مواطنين يعارضون النظام في بعض الدول ورئيس وزراء في دولة أخرى.

في إسرائيل تاريخ مبالغ فيه ومحق في موضوع NSO، والأخلاق المزدوجة تعمل ساعات إضافية. دولة تبيع تقريباً أداة مدمرة ومفسدة لكل نظام، بما في ذلك السلاح الوحشي، من طائرات بدون طيار تقضي على الناس بكبسة زر وحتى القنابل العنقودية بأنواعها، لا يمكن لتلك الدولة أن تغضب بسبب برنامج تجسس. على الأقل برنامج التجسس لا يقتل، خصوصاً بصورة مباشرة.

نتنياهو والشرطة والنيابة العامة.. في “محكمة بيغاسوس” كلمات مفتاحية

ودولة تصفي معارضي النظام في أراضيها المحتلة وعلماء أعداء في دول أخرى، لا يمكنها أن تنفعل بسبب قتل صحافي سعودي. صحيح أن اختراق الخصوصية من قبل البرنامج الإسرائيلي أمر يثير الغضب والاشمئزاز، لكن بعض السلاح الذي تصدره إسرائيل أمر مرعب أكثر، وليس بخصوصه أي نقاش عام. بالعكس؛ هو فخر للدولة. وإن خمسة ملايين شخص يعيشون أمام ناظري “بيغاسوس” إسرائيلي من أي نوع صبح مساء، سواء في غزة والضفة الغربية، تلغي الحق الأخلاقي للإسرائيليين في الاندهاش من استخدام هذه الأدوات في إسرائيل السيادية.

على أي حال، يجب عدم التقليل من خطورة استخدام هذه المتعقبات الاختراقية لتجريم مواطنين، بدون أي تصريح. وعندما يتعلق الأمر برئيس حكومة في منصبه، فهي مشكلة تزداد شدة بسبب تداعيات سياسية وراء السعي لتجريمه. هذا ما يحدث دائماً في أسفل المنحدر الزلق. يخترعون وسائل وحشية لمحاربة الإرهاب، وفي نهاية المطاف يستخدمونها ضد رئيس الحكومة. منذ اللحظة التي يكون فيها السلاح المحظور موجوداً في الترسانة، فإنهم سيستخدمونه ضد أي هدف. الرائحة النتنة في “المناطق”؟ الآن توجد رائحة نتنة أيضاً ضد الأصوليين. نتانة NSO ورائحته الكريهة استخدموها ضد نتنياهو أيضاً.

محاكمة نتنياهو في الذروة. حتى الآن تصعب الإشارة إلى ذاك المسدس المدخن الذي سيبرر الاتهامات الخطيرة والمناخ العام الأسود، لكن الطريق ما زالت طويلة. دائماً سيكون هناك شاهد قادم للدولة، سيقول عنه خصومه والمدعون ضده بأنه الشخص الذي وفر البضاعة. الآن، الشخص الذي يتم تعقبه، شلومو فلبر، يقف في المركز. وفي الغد سيكون هناك شخص آخر. لذلك، هذا تعقب مدمر، ويعزز الشعور العام بأن نتنياهو شخص ملاحق حقاً.

نتنياهو نفسه سمع وهو غاضب في نهاية الأسبوع. وفي محيطه تحدثوا بشكل مبالغ فيه عن هزة أرضية. ولكن تحت هذه العاصفة الوهمية، ومن يعرفون استغلالها لصالحهم، اختفى الشعور بقدوم “بيغاسوس” آخر، وأن محاكمته ستنهار كلياً، وأصبح من الأصعب الآن دحض ذلك.

بقلم: جدعون ليفي

هآرتس 6/2/2022