الصفحة الرئيسية >بدون طيار >5 آلاف قمر صناعي تنقل الحرب إلى الفضاء
Jun 04بواسطة الذكية منظمة العفو الدولية.

5 آلاف قمر صناعي تنقل الحرب إلى الفضاء

مايكل بيل وكريستيان شيبارد وإيميه وليامزمن لندنبعد نصف قرن من هبوط الإنسان على القمر للمرة الأولى، هناك جهة مفاجئة تدخل الآن إلى الصراع الجيوسياسي على الفضاء: إنها النرويج.تخطط هذه الأمة الإسكندنافية لإطلاق قمرين صناعيين عام 2022، لتأمين تغطية قوية للإنترنت السريع إلى شمالها المهم استراتيجيا في القطب الشمالي.كانت الأقمار الصناعية في الماضي قادرة على الدوران بحرية دون خوف من التدخل، لكن لم يعد الأمر كذلك في الوقت الذي تتقاتل فيه القوى العظمى من أجل الهيمنة على الفضاء.نتيجة لذلك، تتخذ النرويج تدابير دفاعية غير معلنة. ويمكن أن تشتمل على التكنولوجيات المضادة للتشويش ومكافحة الإشعاع، وكذلك أنظمة جديدة أخرى لحماية أقمارها الصناعية.يقول العقيد ستيج نيلسون، رئيس برنامج الفضاء التابع لوزارة الدفاع في النرويج، وهي عضو في النيتو على الحدود مع روسيا: "لم نفكر في الأمر قط من قبل، لكن قضية الأمن أصبحت الآن في الفضاء. إنها معضلة أنه كلما زاد اعتمادك على التكنولوجيا، زادت حاجتك إلى بناء المرونة كي لا تصبح التكنولوجيا نقطة ضعفك القاتلة".لطالما كان الفضاء منتدى للمنافسة الجيوسياسية، لكن في الأعوام القليلة الماضية أصبح رمزا لنظام دولي هش، حيث تبحث دول حازمة مثل الصين وروسيا عن طرق جديدة لتحدي الهيمنة العسكرية الأمريكية.كانت بندقية الانطلاق هي اختبار الصين عام 2007 صاروخا مضادا للأقمار الصناعية، ودفع مسألة سلامة الأقمار الصناعية إلى قمة جدول الأعمال العسكرية.تطور سباق التسلح الناشئ ليشمل تطوير الحرب الإلكترونية وأسلحة الطاقة الموجهة والهجمات الإلكترونية، وفقا لتقرير نشرته وكالة الاستخبارات الدفاعية الأمريكية هذا العام.على مدى العقد الماضي، أصبحت الجيوش تعتمد بشكل متزايد على الأقمار الصناعية لمراقبة تحركات القوات، واكتشاف إطلاق الصواريخ وتنظيم الاتصالات في ساحة المعركة. هذه الأقمار الصناعية نفسها أصبحت أكثر عرضة للهجوم أو الخلل من قبل الخصوم.يقول أحد المسؤولين العسكريين الأوروبيين: "في الفضاء ما زلنا في الغرب بشكل جماعي نتمتع بالتفوق. المشكلة هي أن هذا التفوق مجرد هدف".الحشد التدريجي للقدرات الفضائية يكتسب الزخم الآن. الرئيس دونالد ترمب جلب على نفسه السخرية العام الماضي، عندما أعلن إنشاء "قوة فضائية" أمريكية مختصة، إلا أنها مبادرة تم نسخها من بعض النواحي من قبل حلفاء، ولا سيما فرنسا.أطلق حلف النيتو أول سياسة فضائية له على الإطلاق هذا العام. ويقول دبلوماسيون من الدول الأعضاء في التحالف الغربي إن هناك فرصة جيدة أنه خلال اجتماع القادة في لندن في كانون الأول (ديسمبر) المقبل، حيث سيتم إعلان الفضاء "مجالا" للعمليات.من شأن ذلك أن يعطيه المكانة نفسها مثل البر والبحر والجو والفضاء السيبراني، حيث يمكن أن يؤدي الهجوم على بلد ما إلى رد فعل جماعي، كما حدث بعد هجمات الـ11 من سبتمبر 2001 الإرهابية.على الرغم من كل الاهتمام الذي يتم توجيهه الآن إلى الفضاء، فهناك عدد قليل من القواعد أو الإجراءات لإدارة النزاعات، أو حتى للتعامل مع الكم المتزايد من الحطام، مثل أضرار التصادم أو الأقمار الصناعية المهجورة.يقول برايان ويدن، خبير الفضاء في مؤسسة سيكيور ورلد Secure World: "سنرى بالتأكيد أن الفضاء يلعب دورا في النزاعات المستقبلية على الأرض"، مضيفا أن التشويش على الأقمار الصناعية الآن قريب من متناول الجماعات المسلحة مثل "داعش". "من السهل فعل ذلك، كما أنه رخيص نسبيا" على حد قوله.ارتفعت أهمية الفضاء في الوقت الذي أصبحت فيه المجتمعات أكثر اعتمادا على الإشارات الموجهة من خلال مجموعات من الأقمار الصناعية الحكومية والتجارية. إن لديها مجموعة من الاستخدامات، من الترفيه إلى التنقل، لكنها أيضا أساسية في العمليات العسكرية.يقول الجنرال بن هودجز، القائد السابق للجيش الأمريكي في أوروبا: "كل شيء نعتمد عليه النشر السريع، وتبادل المعلومات، وصور بحر البلطيق والبحر الأسود لها منصات فضائية".يتضح هذا الاعتماد المتزايد على الفضاء في الخطر المتزايد الذي تمثله السفن الفضائية المهجورة والنفايات الأخرى.5 آلاف قمر صناعيفي الفضاءذكرت وكالة الفضاء الأوروبية في وقت سابق من هذا العام أن هناك الآن نحو خمسة آلاف قمر صناعي في الفضاء.أكثر من ثلاثة آلاف منها لم تعد تعمل. حوادث التفكك والانفجار والاصطدام وغيرها من الأحداث، تعني أن هناك نحو 34 ألف قطعة من الحطام أطول من 10 سم، و900 ألف قطعة بين 1 و10 سم، و128 مليون قطعة بين 1 ملم و1 سم، يقدر أن تكون كلها في المدار وكلها قادرة على التسبب في أضرار.العناوين الأخيرة تسلط الضوء على التوترات. في تموز (يوليو) الماضي، عانى نظام الملاحة جاليليو التابع للاتحاد الأوروبي انقطاعا لمدة أسبوع، على الرغم من أن المسؤولين أصروا على أنه لا يوجد دليل على العبث أو التخريب.في أيلول (سبتمبر) الماضي، اضطرت وكالة الفضاء الأوروبية إلى إجراء أول مناورة لحماية مركبة فضائية من اصطدام محتمل، بسفينة في ضمن كوكبة أخرى من الأقمار الصناعية.ازدادت المناوشات بين البلدان المتنافسة في الوقت الذي أصبحت فيه وسائل التدخل في البنية التحتية الفضائية أكثر تطورا.في العام الماضي، اتهمت فلورنس بارلي، وزيرة الدفاع الفرنسية، روسيا بالتجسس مع حادث مناورة مركبة للتنصت على قمر صناعي للاتصالات العسكرية الفرنسية والإيطالية، يسمى أثينا فيدوس عام 2017 وهو ادعاء نفاه الكرملين.هذا مؤشر على عدم وجود تنظيم في منطقة لا يملكها أحد ولا تزال تحكمها إلى حد كبير المبادئ العامة المنصوص عليها لأول مرة في معاهدة الفضاء الخارجي عام 1967. تقول المادة 1 من القانون إن "استكشاف الفضاء الخارجي واستخدامه، بما في ذلك القمر والأجرام السماوية الأخرى ... يجب أن تكون من اختصاص البشرية جمعاء".التقييد الصريح الوحيد على استخدام الأسلحة خارج الغلاف الجوي للأرض هو حظر على الأسلحة النووية.الجمع بين الأهمية المتزايدة للفضاء والتنظيم الخفيف له أتاح كثيرا من الفرص أمام الحكومات الطموحة وعلى الأخص الصين وروسيا.الصين تتفوق على أمريكافي حالة الصين، أعطى الرئيس تشي جين بينج الأولوية لبرنامج الفضاء في بكين وزاد من سرعته، بما في ذلك الهبوط الأول على الجانب الآخر من القمر العام الماضي. حتى بكين سجلت إطلاقات صاروخية أكثر من الولايات المتحدة العام الماضي: 38 مقابل 34، على الرغم من أنها لا تزال متخلفة عن قوة الصواريخ الأمريكية.وضعت القيادة الصينية أهدافا أكثر طموحا في محاولة لتصبح "قوة فضائية شاملة" بحلول عام 2030.وهي تهدف إلى إكمال نظام بايدو العالمي للملاحة الفضائية بحلول عام 2020، ومحطة فضائية تعمل بحلول عام 2025، ومحطة أبحاث دائمة على القمر بحلول عام 2035.الجهود المتجددة التي تبذلها روسيا تمثل انتعاشا بعد تراجع البحوث والتمويل الذي أعقب انهيار الاتحاد السوفياتي، بعد ثلاثة عقود من هزيمة الولايات المتحدة في رحلة فضاء مأهولة برحلة يوري جاجارين عام 1961.في حين لا تزال هناك مجالات للتعاون مع واشنطن، صواريخ أطلس الأمريكية تعمل بمحركات RD-180 روسية الصنع، على سبيل المثال، هناك أيضا هامش من التنافس يزداد تشددا.في أيار (مايو) الماضي، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن "الحفاظ على الاستقرار الاستراتيجي والمساواة العسكرية" يعتمد على "قدرة روسيا من الناحية العملية على حل المهام الأمنية في الفضاء الخارجي" وتطوير مركبة فضائية عسكرية ثنائية الغرض.في عام 2015، أنشأت موسكو قيادة دفاع جوي للإشراف على جميع مستويات الغلاف الجوي للأرض وما وراءها.في عام 2014، ذعرت وكالات الفضاء الغربية من ظهور القمر الصناعي الروسي كوزموس 2499، مع خشية البعض من أنه سلاح مدمر للأقمار الصناعية مثل الأسلحة التي كانت قيد التطوير خلال الحرب الباردة، إلا أنه تم تجميدها بعد انهيار الاتحاد السوفياتي.أثيرت إنذارات مماثلة العام الماضي بشأن إدخال نظام برسفت لأسلحة الليزر Peresvet الروسي الذي يعمل من الأرض، ويعتقد الخبراء أن لديه القدرة على إتلاف وتدمير الأقمار الصناعية.أحد الأسباب التي تجعل الفضاء موضع خلاف كبير هو الطبيعة المزدوجة لاستخدام تكنولوجيا الفضاء، ما يعني أن التطورات غير العسكرية المفترضة يمكن تفسيرها على أنها تهديد محتمل، وفقا لجوان جونسون-فريز، أستاذة شؤون الأمن القومي في كلية الحرب البحرية، في جامعة رود أيلاند.هناك أشكال متعددة من التدخل يمكن أن تؤدي إلى المواجهة، بما في ذلك استخدام الليزر من أجل زغللة الأقمار الصناعية.في عام 2013، أظهرت بكين ذراعا روبوتية أولية من أجل "إزالة الحطام" يمكن أن تستخدم أيضا في الاستيلاء على أقمار صناعية أخرى.أضف إلى ذلك اتجاهات "إظهار القوة" من قبل الإدارتين الصينية والأمريكية الحاليتين، واحتمال حدوث صدام كبير، كما تحذر جونسون-فريز.قال العقيد دو وينلونج، من جمعية أبحاث الثقافة العسكرية في الصين، في وقت سابق من هذا العام إن "تسليح الفضاء" من قبل الولايات المتحدة يمكن أن يؤدي إلى نوع من المنافسة الاستراتيجية داخل مدار الأرض، كما أظهرت الهند قدراتها المضادة للأقمار الصناعية هذا العام.تتساءل جونسون فريز: "إذا سقط قمرك الصناعي أثناء إحدى الأزمات، هل تفترض أن ذلك كان بنية سيئة؟ هل سترد الفعل؟ هناك كثير من احتمالات سوء الفهم التي يمكن أن تتصاعد بسهولة".على الرغم من التباين في الإنفاق، بدأ برنامج الفضاء الصيني في اكتساب مزايا على الولايات المتحدة، خاصة من خلال التركيز على القمر كقاعدة لاستكشاف الفضاء في المستقبل.تقول نامراتا جوسوامي، محللة فضاء: "تحت إدارة ترمب، تفتقر الولايات المتحدة إلى استراتيجية متسقة للفضاء ... على عكس تركيز الصين الواضح طويل الأجل على القمر".يحذر وانج ييواي، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة رينمين، من أنه لا يتم عمل ما يكفي لوقف الفضاء من أن "يصبح ساحة المعركة التالية".ويضيف وانج: "أصدرت الصين وروسيا عدة بيانات حول قواعد الفضاء، لكن هذا ليس كافيا. في المستقبل يجب أن يكون لدينا نوع ما من قواعد السلوك، كما هو الحال في بحر الصين الجنوبي."ردة الفعل الأمريكيةأطلقت الولايات المتحدة، التي تراقب من كثب التطورات في بكين وموسكو، حملتها الخاصة في محاولة للحفاظ على تفوقها بعد الحرب الباردة.تتمتع القيادة الفضائية الجديدة بوضع "المقاتل"، ما يمنحها مزيدا من القوة النارية والسيطرة الاستراتيجية على العمليات.القوة الفضائية المقررة ستكون فرعا جديدا من الخدمة العسكرية على الرغم من أن هذا لا يزال في انتظار موافقة الكونجرس، وسط نقاش حول ما إذا كان من الأفضل أن يتم دمجها في سلاح الجو الحالي.يقول الجنرال جون ريموند، قائد قيادة الفضاء الأمريكية، إن الولايات المتحدة ترى منذ الآن "مجموعة كاملة من التهديدات" ضدها، مثل التشويش العكسي للاتصالات ومحاولات إسقاط الأقمار الصناعية.هذه مشكلة غير مسبوقة بالنسبة إلى الجنود والطيارين والبحارة الأمريكيين الذين يستخدمون نظام تحديد المواقع العالمي GPS للتنقل، وكذلك لعملاء المخابرات الأمريكية الذين يستخدمون الأقمار الصناعية للمراقبة.يقول ستيف كيتاي، نائب مساعد وزير الدفاع لشؤون الفضاء في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون): "نحن نعرض القوة على مستوى العالم من خلال القدرات المتعلقة بالفضاء. هذا يتعلق بالحماية والدفاع ... وفي النهاية حول طريقة حياتنا هنا على الأرض".كما بدأ بعض حلفاء واشنطن الغربيين في اتخاذ خطوات مهمة. دخلت فرنسا سباق الفضاء العسكري رسميا عشية استعراض يوم الباستيل يوم 14 تموز (يوليو) الماضي عندما أخبر الرئيس إيمانويل ماكرون قادة الدفاع أن البلاد ستكون لها قيادة فضائية مسلحة بطاقم أولي يبلغ 220 فردا.وتخطط باريس لرصد أنشطة الحطام الخطرة وأنشطة العدو، وفقا لكبار المسؤولين والمديرين التنفيذيين في صناعة الدفاع. كما سيتم نشر أسلحة دفاعية مثل الأقمار الصناعية النانوية التي يمكن فصلها عن مركبة أكبر.هذه الإعلانات أثارت ردود فعل حادة من موسكو. وقالت وزارة الخارجية الروسية في تموز (يوليو) الماضي: "أصبحت فرنسا ثاني دولة بعد الولايات المتحدة تعترف رسميا باحتمال نشوب نزاع مسلح في الفضاء الخارجي".تريد فرنسا أيضا إنفاق 700 مليون يورو إضافية على المراقبة و"الدفاع النشط" في الفضاء بحلول عام 2025، إضافة إلى 3.6 مليار يورو المدرجة أصلا في الموازنة لهذه الفترة.اشترى التحالف الفرنسي الإيطالي العام الماضي حصة في شركة نورث ستار ومقرها كندا تخطط لإطلاق كوكبة من 40 قمرا صناعيا "للبحث عن" ورصد الفضاء القريب، وكذلك "النظر لأسفل" من أجل مزيد من الطرق التقليدية في تصوير الأرض.مثل هذه البيانات عن الحطام الفضائي والأقمار الصناعية الأخرى لها تطبيقات مدنية وعسكرية.كما تستثمر فرنسا وبلدان أوروبية أخرى بما فيها ألمانيا وإيطاليا في مجموعة جديدة. وتشمل هذه الرادارات عالية الوضوح لمراقبة الأجسام في الفضاء، وأنظمة برمجيات لدمج وإدارة البيانات، والدفاع الإلكتروني للمحطات الأرضية والأقمار الصناعية، وما يرتبط بذلك من اتصالات.يقول أحد المديرين التنفيذيين الفرنسيين في شركة ناشطة في هذا القطاع: "يتعين على فرنسا أن تعطي لنفسها الوسائل لضمان مراقبة الفضاء والعمل في الفضاء".مع وجود قيود قليلة على السلوك سيتطلب الأمر تعاونا كي لا تتدهور المنافسة في الفضاء الخارجي أكثر من ذلك. وإلى أن يحين ذلك الوقت تتخذ البلدان احتياطاتها.يقول العقيد نيلسون عن مشروع بلده: "ينبغي أن يكون لدى النرويج طموح أن تصبح بلدا رائدا في الفضاء في القطب الشمالي. نحن نهدف إلى أن نكون مدنيين قدر الإمكان وقوة عسكرية حسب ما تدعو الحاجة إليه". إنشرها

أضف تعليق

5 آلاف قمر صناعي تنقل الحرب إلى الفضاء