الصفحة الرئيسية >بدون طيار >من مهاجمة واشنطن إلى الكاظمي.. مسيّرات إيران تغير وجهتها بالعراق
Nov 19بواسطة الذكية منظمة العفو الدولية.

من مهاجمة واشنطن إلى الكاظمي.. مسيّرات إيران تغير وجهتها بالعراق

تشير الملامح الأولية لمحاولة الاغتيال الفاشلة التي استهدفت رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، ليل اليوم الاحد، إلى أنها لا تبتعد كثيراً عن معاقل المليشيات الولائية لإيران.

وبحسب تصريحات رسمية، فإن 3 طائرات مسيرة أسقط منها اثنتان، استهدفت منزل الكاظمي في المنطقة الرئاسية المحصنة التي تدور عند أعتابها منذ أيام أحداث صاخبة.

ومنذ أبريل/نيسان الماضي، شهدت الحرب المعلنة من قبل المليشيات الولائية لإيران ضد الأهداف الأمريكية في العراق، تحولاً كبيراً عندما هاجمت طائرة مسيرة قاعدة لهم في محافظة أربيل عند إقليم كردستان.

واعتمدت الفصائل المسلحة المقربة من إيران صواريخ الكاتيوشا عبر منصات مصنعة محلياً في مهاجمة أماكن مقار القوات الأمريكية الدبلوماسية والعسكرية ما قبل ذلك التاريخ.

وبعد نحو شهر هاجمت ثلاث طائرات مسيرة محملة بالصواريخ قاعدة "عين الأسد" العسكرية، في الأنبار غرب العراق، أسفر عن إحداث أضرار بالغة في مدرج لمطار عسكري وإصابة لعناصر فنية عسكرية.

وتوالت بعدها هجمات الطائرات المسيرة حتى وصلت إلى العاصمة بغداد في أكثر من مرة، استهدف أولها السفارة الأمريكية ببغداد، قبل أن تسقطها دفاعات الدرع الصاروخي الـCRM، التي تطوق المبنى.

وعدت واشنطن حينها ذلك تطوراً خطيراً ينذر بفتح المواجهة على مصراعيها متوعدة برد قاس يستهدف المليشيات المهاجمة.

وتبنت بعض الفصائل المليشياوية الهجمات التي نفذت بطائرات الـ"درون"، وتوعدت بمزيد من الهجمات المماثلة بذريعة الضغط على الولايات المتحدة لإخلاء قواعدها العسكرية من العراق.

وكان مسؤولون عسكريون ودبلوماسيون قد صرحوا بأن عناصر الفصائل بدأوا باستخدام طائرات مسيرة صغيرة ثابتة الجناحين تحلق على ارتفاع منخفض للغاية بحيث يتعذر على الأنظمة الدفاعية التقاطها.

تصعيد مليشياوي

ويفاقم خطورة استخدام الطائرات المسيرة في الحرب التي تعتمدها المليشيات ضد القواعد الأجنبية وممن يعترض مصالحهم من كون الدفاعات الجوية العراقية لا تمتلك القدرات الكافية للتعامل مع مثل تلك الهجمات.

من مهاجمة واشنطن إلى الكاظمي.. مسيّرات إيران تغير وجهتها بالعراق

وكانت خلية الإعلام الأمني أعلنت في يونيو/حزيران الماضي إسقاط طائرتين مسيرتين محملتين بالمتفجرات قرب معسكر الرشيد القديم جنوبي العاصمة بعد نحو 4 أيام على عملية مماثلة استهدفت مطار بغداد.

وكشفت التحقيقات الأولية أن إحدى المسيرات التي أسقطت جنوبي العاصمة إيرانية الصنع من نوع شاهد X، وهي تشابه في بعض تصاميمها تلك التي يمتلكها الحوثيون في اليمن.

وجاء التصعيد من قبل الفصائل المليشياوية باستخدام الطائرات المسيرة، بعد اختناق إيراني من محادثات فاشلة مع المنظومة الغربية بشأن برنامجها النووي، وهو ما عده مراقبون ورقة ضغط تستخدمها طهران لحلحلة الملف عبر العراق.

وكانت الفصائل المرتبطة إيرانياً دوماً تبرر عملياتها الهجومية عبر الطائرات المفخخة بأنها تضغط عسكرياً لإخراج القوات القتالية الأجنبية من العراق.

وتتحدث تقارير لمراكز استراتيجية مختصة بالأمن الدولي والإقليمي أن الطائرات المسيرة المستخدمة من قبل المليشيات تأتي على شكل قطع من إيران يجرى تجمعيها محلياً من قبل المليشيات داخل العراق.

وفي العام الماضي، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" أنها تقوم بتحديث كل أنظمتها المضادة للمسيرات بما في ذلك أدوات التشويش اليدوية والتحكم اللاسلكي للمسيرات الصغيرة إلى الأنظمة الكبيرة المضادة للصواريخ.

منزل الكاظمي تحت وطأة المسيّرات

وعلى ما يبدو أن الطائرات الـ"درون" لن تكتفي بمهاجمه المقار الأجنبية وملاحقة المصالح الأمريكية في العراق، بعد أن وصلت ليل اليوم إلى منزل رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي.

وتعد هذه الحادثة الأولى من نوعها التي تستهدف رئيس وزراء بشكل علني وصريح منذ عام 2003، وكذلك هو الهجوم الأول من نوعه الذي ينفذ عبر طائرة بلا طيار.

وتذهب يد الاتهامات نحو تلك المليشيات التي فاقم غضبها نتائج الانتخابات العراقية بعد تراجع حظوظها وإفلاس البعض الآخر منها.

وسبق حادثة الاغتيال الفاشلة التي استهدفت منزل رئيس الوزراء بـ3 طائرات مسيرة، في ساعات مبكرة، اليوم الأحد، أحداث صاخبة على وقع مهاجمة أنصار قوى ولائية خاسرة قوات حفظ النظام بعد محاولتهم اقتحام المنطقة الرئاسية المحصنة.

وأسفرت تلك الاشتباكات عن سقوط قتيل ونحو 125 جريحا من كلا الجانبين.

وتحدثت مصادر أمنية أن عناصر بين صفوف المحتجين أمام المنطقة الرئاسية ببغداد منذ أيام، فتحوا النار من أسلحة خفيفة باتجاه قوات الأمن المكلفة بحماية "الزون الأخضر".

وعلى الرغم من أن الأداة والطريقة لا تنفك من عمل مليشياوي قريب من إيران، إلا أن قادة الفصائل المسلحة سارعت إلى نفض يدها مما حدث.

حيث قال رئيس مليشيات "عصائب حزب الله" قيس الخزعلي إنها "محاولة لخلط الأوراق بعد يوم على أحداث المنطقة الخضراء".