الصفحة الرئيسية >بدون طيار >الملك محمد السادس يضع الأمن القومي ضمن أولويات العلاقات مع الجزائر‬
Mar 16بواسطة الذكية منظمة العفو الدولية.

الملك محمد السادس يضع الأمن القومي ضمن أولويات العلاقات مع الجزائر‬

رغم فشل المحاولات السّابقة بسبب غياب التفاعل الجدي من قبل السّلطة الجزائرية، يعود المغرب لطرق أبواب الحوار مع الجارة الجزائرية، لفتح صفحة جديدة في علاقات البلدين، على أساس الثقة المتبادلة والحوار البناء، إذ جاءت دعوة ملكية جديدة لتزكي النوايا الحسنة للمغرب تجاه الجزائر.

ودعا الملك محمد السادس الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى “العمل سويا، في أقرب وقت يراه مناسبا، على تطوير العلاقات الأخوية، التي بناها شعبانا عبر سنوات من الكفاح المشترك”، معتبرا أنه من غير المنطقي بقاء الحدود مع الجزائر مغلقة.

وأضاف الملك، في خطاب وجهه مساء أمس السبت إلى الأمة بمناسبة الذكرى الثانية والعشرين لعيد العرش، أن “ما يمس أمن الجزائر يمس أمن المغرب، والعكس صحيح”، مؤكدا أن “المغرب والجزائر أكثر من دولتين جارتين، إنهما توأمان متكاملان”.

وسبق للمغرب أن تقدم بعدة مبادرات ودعوات إلى الجزائر في عدة مناسبات لفتح الحوار والنقاش حول عدة قضايا، منها قضية إغلاق الحدود. وكانت المبادرة التي تقدّم بها الملك محمد السادس في خطاب المسيرة لسنة 2018 مبادرة لفتح حوار مباشر وبدون شروط، عبر لجنة سياسية مشتركة، تنكب على جميع القضايا دون استثناء.

الملك محمد السادس يضع الأمن القومي ضمن أولويات العلاقات مع الجزائر‬

ويقول المحلل والخبير في الشأن الأمني والإستراتيجي محمد الطيار إن “الدعوة الملكية الجديدة لفتح الحوار حول قضية الحدود تأتي في ظروف دولية وإقليمية مختلفة عن السنوات السابقة، وكانت دعوة صريحة يحمل مضمونها التذكير بأواصر الأخوة الاستثنائية التي تجمع الشعبين”.

هذه الدعوة الملكية، يضيف الطيار، “ركزت على تبديد كل مظاهر التوجس والخوف المعتمدة لتبرير الاستمرار في إغلاق الحدود لدواعي أمنية”، مبرزا أن “إغلاق الحدود بين المغرب والجزائر يفوت العديد من فرص التنمية والازدهار على الشعبين، كما يفوت فرص انتعاش وإقلاع المناطق الحدودية بين البلدين”.

واعتبر المحلل ذاته أن “هذه القضية الغريبة على المستوى العالمي تشكل مسّا بالأمن القومي لكلا البلدين، بحكم أنها تعزز كل الإستراتيجيات الأجنبية التي تستهدف الحفاظ على درجة مرتفعة من التوتر بينهما، وتستهدف فرملة كل الفرص التنموية التي من شأنها أن تنعكس إيجابيا على الشعبين التوأمين”.

وأضاف الطيار، في تصريح لهسبريس، أن “إغلاق الحدود لا يخص فقط تنقل مواطني الجزائر والمغرب، لكن يمتد إلى أكثر من ذلك، فهو يحرم أيضا مواطني تونس وليبيا ومصر وغيرهم من التنقل إلى المغرب، وهذا الأمر يعد غريبا وغير أخلاقي وبدون مبررات”.

وعبر الخبير في الشأن الإستراتيجي عن آماله في أن تتم الاستجابة لدعوة الملك محمد السادس وأن نشهد إجراءات عملية لتجاوز العوائق التي تقف في وجه الجلوس للحوار، وفتح صفحة جديدة ستجعل من المنطقة نموذجا في الرخاء الاقتصادي والتعاون في كل المجالات بين الشعبين الشقيقين.

وختم المتحدث تصريحه بأن “المرحلة الحالية التي تعرفها المناطق الحدودية مع مخاطر وتهديدات مشتركة ومتنوعة لن يكفيها فقط مجرد الترحيب بالمبادرة الملكية”.