الصفحة الرئيسية >بدون طيار >فرار الأسرى الفلسطينيين من “حصن جلبوع” الإسرائيلي لطمة للاحتلال ولهيبته ولحكومته كلمات مفتاحية
Apr 27بواسطة الذكية منظمة العفو الدولية.

فرار الأسرى الفلسطينيين من “حصن جلبوع” الإسرائيلي لطمة للاحتلال ولهيبته ولحكومته كلمات مفتاحية

الناصرة- “القدس العربي”:

وسط حالة حرج وإرباك اعتبر رئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينيت أن فرار ستة أسرى فلسطينيين من سجن جلبوع (شمال جبل فقوعة) عبر نفق حفروه أسفل مغسلة بأنه “حدث خطير يلزم جميع الأجهزة الأمنية بالتحرك”.

ويبدو أن هذه العملية أكبر وأعمق من هرب ستة أسرى فلسطينيين فهي ليست لطمة للسجانين وإدارته في سجن الجلبوع فقط بل هي ضربة لهيبة وصورة حكومة بينيت الجديدة التي تتعرض لمزاودات لانتقادات واتهامات بالضعف والتردد متتالية آخرها بعد قتل الضابط الإسرائيلي عند الحدود مع غزة في الأسبوع الماضي.

وبعد ساعات من العملية في الجلبوع كشف عن إدخال قوات خاصة لجنين ومنطقتها وتفعيل كافة القدرات الاستخباراتية واللوجستية منوهة لانتقادات موجهة لسلطات السجن لأن هؤلاء الأسرى تم تصنيفهم أصلا كخطيرين ومرشحين للهرب. وتحدث بينيت مع وزير الأمن الداخلي عومر بار ليف في أعقاب فرار الأسرى، وقال بحسب بيان نشره ديوانه إن “هذا حدث خطير يلزم جميع الأجهزة الأمنية بالعمل فورا من أجل القبض عليهم”. وقال بار ليف الذي وصل لسجن “الجلبوع” الذي شهد محاولة فاشلة لهرب أسرى في 2014 إن الحديث يدور عن تخطيط دقيق ومفصل حظي بدعم خارجي منوها لوجود فراغات وفضاءات بين أقسام السجن.

وتابع “يبدو أن الأسرى الهاربين قد استعانوا بمساعدة خارجية والمؤكد أن الهروب ينطوي على خطأ كبير وهو حدث خطير ينبغي ألا يحدث وسنستخلص الدروس ونعلنها على الملأ بشفافية”. وقال قائد منطقة الشمال في سلطات السجون الإسرائيلية إن الهروب تم عقب خلل أو إخفاق في مبنى وقواعد السجن الذي بني عام 2004 نافيا خيار حفر نفق.

حفر أسفل المغسلة

وأضاف بيان صادر عن رئاسة الوزراء الإسرائيلية أنه يتم اطلاع رئيس الوزراء الإسرائيلي على آخر المعلومات حول عمليات البحث والتحري عن الأسرى الفلسطينيين و”سيجري مشاورات وفق الحاجة”. من جانبه، أكد جيش الاحتلال أن قواته وجهاز الشاباك “يساندان الشرطة وسلطات السجون في أعمال التمشيط بحثا عن الأسرى الفلسطينيين” وأضاف في بيان له أنه “تم تخصيص عدة وسائل جوية لأعمال استطلاع”، مشيرا إلى أن القوات منتشرة في منطقة الضفة الغربية المحتلة.

فرار الأسرى الفلسطينيين من “حصن جلبوع” الإسرائيلي لطمة للاحتلال ولهيبته ولحكومته كلمات مفتاحية

وأكد مسؤولون في سلطات السجون والشرطة الإسرائيلية الشروع الفوري بعملية تمشيط واسعة تشارك فيها الشرطة والقوات الخاصة والجيش، كما تمت الاستعانة بالكلاب البوليسية والطائرات المروحية بالإضافة إلى نصب نقاط تفتيش في محيط المنطقة. ونشرت سلطات السجون الإسرائيلية صورا ومقاطع فيديو تظهر نفقا ضيقا حُفر أسفل مغسلة في حمام إحدى الزنزانات. ونشر نادي الأسير الفلسطيني بيانات الأسرى الستة وهم القائد العسكري السابق، عضو المجلس الثوري لحركة فتح، ورئيس كتائب شهداء الأقصى في جنين، زكريا زبيدي الذي يتحدر من مدينة جنين في الضفة الغربية والمعتقل منذ العام 2019، إضافة إلى خمسة آخرين ينتمون إلى حركة الجهاد الإسلامي.

عمل بطولي وشجاع

بدورها، أشادت حركة “حماس” في قطاع غزة بالـ”عمل البطولي والشجاع” لفرار الأسرى الفلسطينيين، وقالت في بيان نشرته عبر موقعها الرسمي: “إن تمكن عدد من الأسرى في السجون الإسرائيلية من انتزاع حريتهم، رغم كل الإجراءات والتعقيدات الأمنية، عمل بطولي شجاع وانتصار لإرادة وعزيمة أسرانا الأبطال، وتحد حقيقي للمنظومة الأمنية الإسرائيلية التي تتباهى بأنها الأفضل في العالم”.

وأشارت الحركة على لسان الناطق باسمها فوزي برهوم في تصريح له إلى أن النفق جرى حفره خلال الأشهر الأخيرة، يصل طوله إلى عشرات الأمتار فيما قالت سلطة السجون الإسرائيلية إن الأمور ما زالت قيد الفحص. ونشرت صورة للأسرى الستة إذ ينتمي الخمسة الباقون إلى الجهاد الإسلامي، إضافة إلى صورة للنفق الذي يُشتبه بأنهم هربوا عن طريقه.

وحسب الإذاعة العبرية تم التبليغ عن فرار الأسرى في تمام الساعة الرابعة فجرا، فيما تم إقامة غرفة قيادة للشرطة الإسرائيلية وسلطة السجون. ونقلت عن مصدر قال لها إن الأسرى تمكنوا من الابتعاد عن المنطقة. وبعد فشل القبض عليهم صعدت قوات الاحتلال عمليات بحث وتمشيط واسعة في المنطقة بحثا عن الأسرى، باستخدام مروحيات، وطائرات خفيفة من دون طيار، وب المئات من عناصر الأجهزة. وبحسب ما ورد، أقامت قوات كبيرة من جيش الاحتلال نقاط تفتيش في الضفة الغربية، في محاولة لمنعهم من الهروب إلى الأردن.

مساعدة خارجية

وقال مصدر من سلطة السجون الإسرائيلية إن الأسرى خططوا للهروب بمساعدة مصادر خارجية، بما في ذلك استخدام هاتف تم تهريبه إلى السجن، وتم فتح النفق من خلال مجاري المراحيض، ومن هناك حفروا مخرجا وأضيف أن الأسرى هربوا بسيارة. وبحسب ما نقلت هآرتس عن مسؤول في سلطة السجون، لاحظ المزارعون وجود ستة أشخاص في المنطقة وأبلغوا الشرطة الإسرائيلية عنهم، وعندها فقط علمت إدارة السجن باختفائهم.

وأظهر الفحص الأولي أن الأسرى الهاربين الستة كانوا في نفس الزنزانة وأن طول النفق الذي حفروه يصل إلى عشرات الأمتار. وتم اكتشاف مدخل النفق على بعد أمتار قليلة خارج أسوار السجن وتم إخفاؤه بالأعشاب. وبحسب مصدر آخر في سلطة السجون الإسرائيلية فإن الأجهزة الأمنية تخشى أمرين: احتمال أن يحاول بعض الأسرى تنفيذ عمليات، والخوف من محاولة الفرار عبر الأردن. فيما وصف مسؤول كبير في سلطة السجون الإسرائيلية الهروب بأنه “فشل كبير لم يلحظ من قبل” مضيفا: “تحت أنظار قادة السجن والمخابرات، تمكن ستة أسرى لفترة طويلة من التخطيط مع عناصر خارجية للهروب من السجن وحفر نفق”.

يشار إلى أن تاريخ الحركة الفلسطينية الأسيرة قد شهد عمليات ومحاولات هروب من قلاع السجون الإسرائيلية الحصينة منها عملية “الهروب الكبير” وهو أول هروب للأسرى العرب والفلسطينيين تم عام 1958 من سجن شطة القريب لسجن الجلبوع. وقتها قام الأسرى العرب والفلسطينيون بالتمرد على السجانين الإسرائيليين وخطف أسلحة بعضهم وقتل اثنين منهم وتمكين العشرات من الأسرى للهرب نحو جبل فقوعة شمال مدينة جنين في الضفة الغربية التي كانت تخضع للحكم الأردني وقتذاك كما أكد لـ”القدس العربي” الأسير المحرر منير منصور مدير منتدى لدعم الأسرى.

وقال منصور إن عملية الهروب الكبير من “شطة” عام 1958 كانت معقدة وبطولية ب أسرى عرب كثر تعاونوا مع المخابرات المصرية والسورية بالأساس، منوها لوجود 4500 أسير فلسطيني اليوم منهم نحو 70 من فلسطينيي الداخل أضيف لهم 50 منذ هبة أيار الأخيرة وهم ينتظرون محاكماتهم. كما يستذكر منير منصور أن بعض الأسرى الفلسطينيين نجح بالهرب من بين القضبان عدة مرات منهم المناضل حمزة يونس ابن بلدة عارة داخل أراضي 48 المقيم اليوم في دولة السويد وقد نجح بالهرب ثلاث مرات ولذا يعرف بالزئبق وفي شبابه كان بطل الملاكمة في إسرائيل.